في ما يلي نص الرسالة الملكية السامية التي تليت خلال حفل تسليم اللواء لتجريدة القوات المسلحة الملكية الذي أقيم بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية للمنطقة الجنوبية :
"الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،
معشر الضباط وضباط الصف وجنود التجريدة المغربية المتوجهة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى
تلبية لنداء واجب التضامن الدولي، وإيمانا من جلالتنا بالمساعي الحميدة التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والسلم في العالم، قررنا بعون الله وتوفيقه، إيفاد هذه التجريدة من أفراد قواتنا المسلحة الملكية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى للمشاركة في مهمة الأمم المتحدة بهذا البلد الإفريقي الشقيق، إسهاما من المملكة المغربية في جهود المجتمع الدولي الرامية إلى الدفاع عن القيم الإنسانية العليا ودعم وسائل الحوار والمصالحة الوطنية والتنمية.
ويطيب لنا عشية سفركم في مهمتكم النبيلة أن نتوجه إلى الله عز وجل أن يثمن خطواتكم وينير طريقكم ويكلل جهودكم بالتوفيق والنجاح، مستشعرين على الدوام ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقكم ومخلصين لروح التضحيات التي ما فتئتم تتسمون بها متشبثين، كما عهدناكم دائما بقيم الجيش المغربي وأصالته العريقة التي تنسجم مع مبادئ حقوق الانسان العالمية والتعايش والتضامن الحضاري بين الشعوب.
إن مبادرتنا اليوم التي تعزز رصيد بلدنا الكبير والغني في عمليات حفظ السلام على الصعيد العالمي، لتستمد جذورها من تقاليدنا الاسلامية والحضارية الراسخة ومن انتمائنا الافريقي المتجذر وكذا من التزام جلالتنا التاريخي بوجوب التعاون الدولي المتعدد الاطراف من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وصيانة الوحدة الترابية والوطنية للشعوب.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
إن ما ستضطلعون به من مهام نبيلة في ظل توجيهات جلالتنا السامية ستشكل لا محالة صفحة جديدة تضاف إلى الصفحات المشرقة التي خلدتها البعثات السابقة في جبهات مختلفة كالكونغو والصومال والبوسنة والهرسك وهايتي والتي يتواصل وجودها بكل من الكوسوفو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكذا بجمهورية ساحل العاج مجسدة بامتياز مهنية ونجاعة الجندي المغربي الذي يشهد له بالقدرة العالية على الانسجام والتأقلم مع المحيط الخارجي في احترام تام للمبادئ الشرعية الدولية.
فاستحضروا رعاكم الله بتوفيقه وعونه دوما حب الوطن وقيمه ومثله العليا، وثابروا على العطاء المتميز والاستعداد الدائم لخدمة رسالتكم الجليلة بحس صادق وعزيمة قوية وإيمان راسخ في تحمل المسؤولية وقدرة كبيرة على العمل في إطار المنظومة الدولية، مما يساهم إلى حد كبير في الاشعاع الدولي للمملكة.
كما نسأل الله تعالى، أن يعينكم ويشد ازركم وان يفتح أفق الفلاح أمام أعينكم واحرصوا على أن تظلوا كما عهدناكم على الدوام مثالا في الاستقامة والانضباط والقدرة على التعايش والتساكن، خصوصا وأنتم ستتواجدون في ضيافة هذا البلد الشقيق الذي تجمعنا وإياه أواصر أخوة افريقية عريقة ومتينة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".