"الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
معشر الضباط وضباط الصف وجنود التجريدة المغربية المتوجهة إلى إقليم كوسوفو.
سيرا على نهج وخطى والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني القائد الراحل تغمده الله برحمته قررنا إيفادكم في حفظ الله ورعايته إلى إقليم كوسوفو للمساهمة في حفظ السلام ومحو آثاره المدمرة.
إن مبادرة المملكة المغربية هذه لمبادرة عميقة الجذور تندرج ضمن سلوك مغربي أصيل ميز سياسة المغرب كما تنبثق من وعي بالتزاماته على الصعيد الدولي بواجب التضامن مع مختلف الشعوب لاثبات الشرعية الدولية ونصرة قواعد الحق والقانون.
وتقديرا منا لأهمية هذه التجريدة التي تتميز بطابعيها الصحي والاجتماعي وتكريما منا للعناصر المكونة لها وتشجيعا لهم قررنا وضع العمليات التضامنية الفعالة والمنظمة التي سيشارك بها المجتمع المدني تحت الرئاسة الفعلية لشقيقتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم رئيسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية والمرصد الوطني لحقوق الطفل وذلك لما عهدناه في سموها من حس إنساني عميق ومن عناية ورعاية للشؤون الاجتماعية..
"معشر الضباط وضباط الصف وجنود التجريدة
إن هذه المشاركة لتعبير قوي عن تضامن فعال بين المجتمعين المدني والعسكري وتضافر متكامل لجهودهما كشهادة من بين شواهد أخرى على ترابط مكونات مجتمعنا وتناسقها تناسقا تاما يستجيب لمبادئنا الحضارية المبنية على التكافل والتسامح والاعتقاد الراسخ بالمصير الإنساني المشترك بين الشعوب.
إنكم بمشاركتكم هذه ستضيفون في سجل تاريخنا الحافل صفحات جديدة إلى ما سبق أن سجله عنكم هذا التاريخ من حضور مستمر في كل الساحات دفاعا عن الحرية والكرامة وخدمة للقيم الإنسانية. وستسجل مساهمة تجريدتكم على غرار التجريدات السابقة لتذكر العالم بالأبعاد الأخلاقية والإنسانية لمشاركة المغرب بهذا الإقليم وبما تتضمنه هذه المساهمة من دلالات نبيلة قوية.
وتمسكوا - حفظكم الله - بتعاليم ديننا الحنيف وبما أقره من رفق ومؤازرة واعملوا يدا في يد من أجل تسهيل مأموريات الجمعيات المشاركة ولا تألوا جهدا في مد جميع المساعدات اللازمة للمتضررين أفرادا وجماعات من جراء هذه المأساة وعلى وجه الخصوص منهم الأطفال والشيوخ والنساء وذلك في إطار البرامج المحددة في ميادين التطبيب والأنشطة الاجتماعية سعيا منكم إلى التخفيف على أبناء هذه المنطقة العزيزة مما أصابهم من مخلفات الحرب ومساهمة منكم في جعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة ويسترجعون ثقتهم في المستقبل.
فكونوا - رعاكم الله - خير سفراء لبلدكم الأمين وبرهنوا عن الخصال الحميدة التي تحلت بها دوما قواتنا المسلحة الملكية هذه الخصال التي تتمثل في الانضباط ونكران الذات والتضامن والتعاون واحرصوا على تأدية هذه الرسالة بما يشرف بلادكم ويرضي قائد كم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
والله سبحانه وتعالى نسأل أن يكون معكم في الحل والترحال وأن يعينكم ويسدد خطاكم ويوفقكم في مهامكم ويجعلكم دائما من أبناء هذا البلد البررة أوفياء لشعاركم الخالد.. الله ، الوطن ، الملك.
والسلام عليكم ورحمة الله.
وحرر بالقصر الملكي بالرباط في يوم الخميس 18جب عام 1420 لموافق 28كتوبر سنة 1999 م.
محمد السادس، ملك المغرب"